كشف كريستيانو رونالدو عن وجهه الآخر ، الذي يختلف عن وجه لاعب الكرة الذي يتحدى منافسيه ، أو الذي يتعرض للطرد بعد توجيه ضربة بالكوع إلى الدنماركي باتريك متيليجا مدافع ملقه.
وخلال مباراة فياريال أمس في الدوري الأسباني ، لم يطلق نجم ريال مدريد العنان للمارد الكروي بداخله فحسب ، بل أظهر أيضا الجانب المتضامن والسخي في شخصيته.
وفاز ريال مدريد في المباراة 6/2 ، وقدم نجمه كل شيء: فقد أحرز هدفا رائعا من ضربة حرة ، وصنع أهدافا لزملائه ، وتسبب في ضربتي جزاء وأهدى تألقه إلى ضحايا الأعاصير التي ضربت مسقط رأسه في جزيرة ماديرا.
وطالبت صحيفة "أس" الرياضية اليوم بإطلاق اسم بعينه على الضربات الحرة التي يسددها اللاعب بعد أن تحولت إلى إشباه ضربات جزاء ، مقترحة إسما بين "كريستيانينا وكريستيانازو وصاروخ سي آر" نسبة إلى الحرفين الأوليين من إسم اللاعب.
لكن كريستيانو رونالدو لم يقدم مباراة رائعة فحسب ، بل حاول الظهور على النقيض من مواقف سابقة تسببت له في انتقادات عديدة من قبل وسائل الإعلام الأسبانية.
فعندما سجل هدفه الأول ، رفع البرتغالي قميصه ليظهر آخر مكتوب عليه "ماديرا". في تكريم بسيط لأرواح عشرات الضحايا الذين لقوا حتفهم جراء الإعصار المميت.
وقام الشيلي مانويل بيليجريني المدير الفني لريال مدريد بإقامة معسكر للاعبين في نفس اليوم المباراة على غير عادته. ويروي كريستيانو أنه قضى يوم أمس الأحد أمام شاشة التلفاز محاولا الاتصال بأصدقائه وأقاربه في ماديرا.
وقال اللاعب بعد المباراة "كنت حزينا للغاية بسبب الأوضاع في ماديرا ، حيث نشأت وحيث تعيش أسرتي. إنني حزين للغاية لما حدث. لا أحب الحديث عن الأمر كثيرا لأن ذلك يعيده إلى الأذهان. كنت أشاهد التلفزيون ولا أصدق ما أراه. إنها لحظات صعبة للغاية وسنحاول المساعدة على قدر الحاجة".
كان ذلك بمثابة كريستيانو رونالدو "آخر" يختلف تماما عن ذلك الذي ضرب بالكوع متيليجا ، متسببا في إصابته بكسر في الأنف.
وفضلا عن اتهامه أيضا بأنه لاعب أناني لا يهتم إلى زملائه ، أعد ريال مدريد خطة لمحاولة "تنظيف" صورة اللاعب البرتغالي ، وتحدثت الصحف الرياضية عن اجتماعات بين اللاعب ومسئولي النادي. ويبدو أن النادي طلب منه في تلك الاجتماعات الظهور بصورة "أكثر إنسانية".
ومما لا شك فيه ، فإن الصورة التي قدمها كريستيانو رونالدو خلال المباريات الأخيرة مختلفة. فهو الآن يحتفل بالأهداف مع زملائه ، ويشارك بصورة أكبر في لقطات الفرحة التي تجمع أفراد الفريق.
لكن ما لم يتغير هو التقدير الذي تشعر بها جماهيره تجاهه. فهو المعشوق الأول لمشجعي ريال مدري في الوقت الحالي ، ما دفعهم لمشاركته احتفاله التضامني خلال سداسية فياريال.